# # # #
   
 
 
[ 31.07.2009 ]
اتحاد الصحفيين السودانيين بامريكا يتبنى حملة تضامنية مع لبنى


اعلن اتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة الامريكية عن ادانته الشديدة لما تتعرض له الصحفية لبنى احمد حسين، ودعا القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الى حملة واسعة النطاق للوقوف تضامنا مع لبنى، مؤكدا انه يضع كل امكاناته المعنوية والمادية في سبيل الانتصار لقضيتها. فيما يلي نص البيان:

بيان من اتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة الأمريكية
حول الاتهامات الجائرة للزميلة السيدة لبنى أحمد حسين

انطلاقاً من أهدافه المعلنة وإتساقاً مع مبادئه العامة، ظل اتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة الأمريكية يتابع بمزيد من الاهتمام تداعيات الاتهامات الجائرة والموجهة من شرطة النظام العام إلى الزميلة السيدة لبنى أحمد حسين، والتي اقتيدت ضمن عدد من السيدات والآنسات لمركز تابع للشرطة بدعوى إنهن يرتدين زياً فاضحاً، تمَّ تحديده وفقاً لصحيفة الاتهام بأنه زي غير محتشم استناداً إلى قانون أمن المجتمع لعام 1996 والمادة 152 من القانون الجنائي لعام 1991 (من يأتي في مكان عام فعلاً أو سلوكاً فاضحاً أو مخل بالآداب العامة يسبب مضايقة للشعور العام يعاقب بالجلد 40 جلدة أو بالغرامة أو بالعقوبتين معاً) في حين أن المعتقلات كن ضمن حضور كبير يشاركن في مناسبة اجتماعية محضورة، وفي مكان عام (صالة أم كلثوم بمنطقة الرياض).

الجدير بالذكر أن المادة المذكورة في القانون المشار تعد ضمن مواد القوانين التعسفية التي ظلت سيفاً مسلطاً على رقبة المجتمع السوداني بصورة عامة ونسائه بصورة خاصة، وهي أيضاً ضمن قوانين عديدة تلكأت السلطة القائمة عمداً في تعديلها ضمن قوانين تهدف إلى تحول ديمقراطي منشود بموجب اتفاقية السلام المبرمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان، وبموجب المادة المذكورة أعلاه تمَّ تطبيق عقوبة الجلد على ثلاث فتيات من المعتقلات في تلك الليلة وهن ممن يدينين بالديانة المسيحية، الأمر الذي يعد أيضاً انتهاكاً لدستور المرحلة الانتقالية للعام 2005 والذي يفترض أن يكون هادياً ومرشداً لحكومة الأمر الواقع.

من جانبها عملت الزميلة السيدة لبني احمد حسين على التمسك بحقوقها الانسانية في مواجهة سلطة تدججت بتلك القوانين الغاشمة، وعمدت في ذلك إلى اتخاذ خطوات هدفت منها إلى لفت الانتباه إلى تلك المواد التي تحط من كرامة الانسان وتنتهك من حقوقه بصورة عامة والمرأة بصورة خاصة، في حين استمرت السلطة في اجراءاتها ونظرت المحكمة القضية أمس الاربعاء 29/7/2009 وعملت على تأجيلها للشهر القادم، وهو تأجيل لا مبرر له سوى إنه هروب إلى الأمام وتحاشياً لمجابهة واقع اليم ظلت المرأة السودانية ترزخ تحت ويلاته ردحاً من الزمن، وفي غضون ذلك ذكرت السيدة لبنى لشرطة الخرطوم شمال أنها تلقت تهديدات إرهابية من مجهولين آخرها يوم الاربعاء الماضي يبشرونها فيها بمصير مشابه لسيدات لاقوا حتفهم في قضايا أخرى خارج البلاد.

في خضم هذه التداعيات برز الموقف المخزي لاتحاد الصحافيين الذي يرأسه محي الدين تيتاوي حيال قضية الزميلة لبنى أحمد حسين، والذي قضي بشطب القضية مقابل تعهدها بعدم تكرار ارتداء ملابس مماثلة، وبالرغم من أننا لم نستغرب هذا الموقف من اتحاد هلامي كان على الدوام بوقاً من ابواق السلطة، إلا أنه حسناً فعلت الزميلة لبنى برفض المقترح حتى دون مناقشة مضمونه كما أراد مقترحوه، وهي صفعة ملائمة تتوافق ومواقف كيانات السلاطين التي ظلت تغمض عينيها عن الانتهاكات المتكررة والمستمرة لحقوق الصحفيين، سواء في الرقابة الأمنية القبيلة أو في الترهيب والتهديد والوعيد الذي يمارس بشتى السبل على الزميلات والزملاء، وآخرها ما حدث في المحكمة التي أجلت القضية حيث ضرب البعض وتمَّ التحقيق معهم، كذلك انتزعت آلات تصوير آخرين.

إن اتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة الأمريكية والذي ظل يتابع هذه القضية من منطلق اهتمامه بالحريات، عبر تواصله واتصالاته المكثفة بكل المنظمات الاقليمية والدولية وكذا منظمات المجتمع المدني في الداخل والخارج لا يكتفي بالشجب والادانة والاستنكار، إذ يعلن عن وقوفه بقوة وصلابة إلى جانب الزميلة الصحفية لبنى أحمد حسين في هذه القضية التي تمس شرف المرأة السودانية وتحط من كرامتها، ويعلن الاتحاد في هذا الصدد عن تصدره حملة تضامن واسعة بدعم مادي ومعنوي مكثف يهدف إلى إزالة الأوضاع المأساوية التي اوجدتها ترسانة القوانين القمعية، وذلك وفق الخطوات التالية:

أولاً: يؤكد الاتحاد عن وقوفه الصلب والمبدئي إلى جانب الزميلة المحترمة، ويعلن عن تسخير كافة امكاناته المادية والمعنوية في سبيل هذا الهدف النبيل، ويشمل ذلك الاستمرار في الاتصال بكافة المنظمات المعنية بحقوق الانسان بصفة عامة وتلك المعنية بحقوق الصحفيين بصورة خاصة.

ثانياً: يناشد الاتحاد كافة منظمات المجتمع المدني السودانية إلى تصعيد حملتها التضامنية والتكاتف والتعاضد والتآزر لتوحيد الجهود وتنسيقها من أجل التوحد حول موقف فاعل يعبر عن الرؤي والأهداف المشتركة التي تتواءم وطبيعة الموقف المهني والانساني.

ثالثاً: يناشد الاتحاد كافة القوى السياسية السودانية في داخل وخارج السودان بتوجيه عضويتها النسوية في اليوم المحدد للنظر في القضية، إلى ارتداء ذات الزي الذي ترتديه الزميلة لبني ولم تتخل عنه منذ يوم الاعتقال، ليس لتأكيد حشمته التي لم تكن موضع تساؤل مطلقاً بالنسبة لنا وإنما للتأكيد للذين يتعامون عن رؤية الواقع إنه ذات الزي الذي ترتديه الكثير من نساء السودان وإنه ذات الزي المفروض على قوات نظامية بأمر النظام نفسه.

رابعاً: يعلن الاتحاد عن عزمه القيام بحملة تبرعات واسعة في الداخل والخارج تحت اشرافه ويتصدرها الاتحاد لمواجهة أي تكاليف محتملة لهذه القضية، بما في ذلك مؤازرة المتضررات معنوياً ومادياً.

خامساً: يعلن الاتحاد عن تخصيصه شارات تضامنية خضراء، توزع على المتضامنين من الجنسين لربطها في معاصمهم تعبيراً عن الوقوف إلى جانب الزميلة، وسيقوم الاتحاد بإرسالها إلى كل القوى السياسية لتوزيعها على عضويتها وكذلك الأفراد غير المنتمين، وذلك كتعبير سلمي ديمقراطي يهدف إلى لفت الأنظار للقضية المذكورة ويعبر عن ضرورة إزالة ترسانة القوانين القمعية التي تعوق عملية التحول الديمقراطي.

سادساً: يهيب الاتحاد بكافة الزميلات والزملاء الصحفيين والكتاب حيثما كانوا في الداخل أو الخارج إلى ضرورة التعبير المكثف عن مرئياتهم حول هذا الموضوع بغض النظر عن قيود النشر في الرقابة القبلية والأمنية في الداخل، والعمل على الاستفادة من فرص النشر الواسعة في الخارج والتي اثبتت التجارب انها كفيلة بايصال الرسالة لنهايتها المنطقية.

سابعاً: إن موقف الزميلة لبنى أحمد حسين يعيد إلى الأذهان مواقف سيدات ماجدات سطرن أسمائهن بأحرف من نور على صفحات التاريخ الانساني، مثل روزا بارك وجان دارك وجميلة بوحريد وهدى شعراوي ومهيرة بت عبود، لهذا فنتوحد جميعاً لدعم صمودها الرائع والمثالي.

ليكن شعارنا معاً نحو إعلاء قيم الحق والعدل والفضيلة، معاً نحو تكريس حقوق الانسان السوداني وتأكيد إنسانيته وكرامته، معاً نحو مواجهة الظلم واجتثاثه من جذوره، معاً نحو مرافىء التقدم والازدهار لكافة السودانيين بتعدد دياناتهم وتباين ثقافتهم واختلاف أعراقهم وإثنياتهم، معاً في طريق الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والدفاع عنها بشرف والتضحية من أجلها بشجاعة.

اتحاد الصحفيين السودانيين بالولايات المتحدة الأمريكية
الخميس 30/7/2009



Source: www.tahalof.info


رأي ـ تعليق  



هل قرأت المقال اعلاه؟   
اكتب    
 
 
 
 
 
  
site created & hosted by